النمل أحد أنجح المجموعات الحشرية insect في المملكة الحيوانية وهي تلقى اهتماما بالغا لأنها تشكل حشرة اجتماعية مشكلة مستعمرات أو أعشاش (أوكار) تحوي أحيانا ملايين الأفراد. مستعمرات بعض أنواع النمل الجائحة invasive ant species قد تعمل سوية على تشكيل مستعمرات عملاقة تمتد على مناطق واسعة جدا، وأحيانا قد توصف مستعمرات النمل بأنها متعضي فائق superorganism لأنها تعمل ككائن واحد متناسق.
يحتل النمل مساحة واسعة من الأرض ويمكن أن يشكل حوالي 15% من الكتلة الحيوية biomass الحيوانية في tropical rainforest. حتى عام 2006 هناك حوالي 11.844 نوع معروف من النمل معظمه يعيش في المناطق الحارة.
[تحرير] مقدمة
النمل من الحشرات تعود إلى صنف غشائية الأجنحة، ولها ستة أرجل، فالنمل حشرة صغيرة ذات فعل كبير، فهي تمثل 20% من الكائنات الحية على كوكب الأرض. عرف النمل منذ القدم وحسب المختصين منذ العصر الطباشيري فقد عايشت الديناصورات فهي موجودة منذ 92 مليون سنة، ويوجد منها حوالي 20 ألف نوع وهي منتشرة على الكرة الأرضية فهي موجودة وتعيش في كل مكان، تجدها في السهول وتجدها في أعلي الجبال، فهي موزعة على عموم الكرة الأرضية، تحت الأرض أو فوق الأشجار.
أغلب النمل هو من صنف الشغالات Ant Workers وهو الأكثر انتشارا في العالم، والشغالات كلهن من الإناث، يعشن فيما يسمى المستعمرات ولكل مستعمرة ملكة واحدة عملها وضع البيض.
عدد البيض الذي تضعه الملكة يختلف حسب نوع النمل، وقد يتراوح من بضع مئات إلى عدة ملايين، فالنوع الإفريقي من النمل تضع ملكته مايقرب من 3 إلى 4 ملايين بيضة شهريًّا.
النمل يعتبر من أطوال الحشرات عمرًا على الأرض، فإنه يعيش من بضعة أشهر إلى عدة سنوات وقد يصل عمر الملكة إلى 20 عامًا.
أما ذكور النمل فعملها محصور في التزاوج فقط في تلقيح الملكة، فحينما تقرر الملكة التزاوج يأتي واجبها وبعد ذلك تموت الذكور مباشرة، فأثناء عملية التزاوج تطرح الملكة أجنحتها، وتفرز رائحة تميز رائحة المستعمرة.
هذه الحشرة اجتماعية جدا ولايمكنها العيش بصورة منفردة، حيث أنها تعيش في مجاميع أو أعشاش أو مستعمرات.
أعشاش النمل ليست واحدة لجميع أنواع النمل، فمثلاً نمل المحاصيل Hanester Ants يبني حجرات متصلة تحت الأرض، بينما يشبك النمل الخياط Tailor Ants أوراق الشجر ويصنع عشا أخضر أسطواني الشكل. هناك أعشاش أخرى للنمل قد تكون على شكل حجرات داخل الأشجار مثل مايفعل النمل الحفار 'Carpenter Ants، وأعشاش النمل تحت الأرض قد تبلغ أربعين قدما عمقا تحت الأرض، فقد تمكن فريق من العلماء الأوروبيين من اكتشاف مستعمرة هائلة للنمل تمتد لآلاف الأميال من إيطاليا إلى شمال غرب إسبانيا.
تعداد النمل في العش أو المستعمرة قد يصل إلى عشرات ملايين. فبيت النمل مقسم، ففيه حجرات للصغار، وهناك حجرة خاصة للملكة، وحجرات تستخدم كمخازن للطعام، والنمل مقسم إلى مجاميع لكل منها واجبه الخاص والمحدد، فمنها من هو مسؤول عن الحراسة ومنها من هو مسؤول عن التنظيف ومنها من هو مسؤول عن الفلاحة ومنه من الفرسان ومنها الكسولة، ويجب عدم الإستغراب إن قلنا بأن مجتمع النمل فاق بنجاحه مجتمع البشر بطريقة أو أخرى.
ورد ذكر النمل مرتان ونملة مرة واحدة في القرآن وهناك سورة النمل والتي تقص حديث لنملة مع الملك سليمان وجنده، "حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة ياأيها النمل ادخلوا مساكنكم لايحطمنكم سليمان وجنوده وهم لايشعرون" الآية 18 من سورة النمل، التي تعكس الصورة الربانية العظيمة التي خلق عليها هذا المخلوق الصغير.
فالنمل يبني المدن، ويشقُّ الطرقات، ويحفر الأنفاق، ويخزِّن الطعام في مخازن ومستودعات، وبعض أنواع النمل يقيم الحدائق، ويزرع النباتات ليتغذى عليها. وبعض أنواع النمل يحتفظ بمواشي خاصة به، فيحلب رحيق في بطنها. والنمل تشن حروباً على قبائل النمل الأخرى، وتأخذ الأسرى من النمل المهزوم وتسخره لخدمتها، وبعض أنواع النمل تستأنس حشرات أخرى في أوكارها للإستفادة منها. وصدق الله عندما قال في محكم كتابه العزيز "وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم مافرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون" الآية 38 من سورة الأنعام.
[تحرير] قدرات النمل
تشريح نملة عاملةكشفت دراسة بريطانية أجريت مؤخراً، عن قدرة النمل على إفراز مادة تعيق حركة بعض أنواع حشرات "المن" التي تغزو النباتات المختلفة، حيث يساعد ذلك على إبقائها قريبة من مستعمرات النمل، ليضمن الأخير بذلك الحصول على كميات كافية من الطعام عند الحاجة، والتي توفرها المادة اللزجة التي ينتجها المن.
وكانت الدراسات السابقة أظهرت، أن النمل يسعى إلى قضم أجنحة حشرات المن ليتلفها، فيحول ذلك دون ابتعادها عنه، ومن ثم يضمن النمل الحصول على الغذاء والمتمثل بالمواد الدبقة التي ينتجها المن والغنية بالسكريات، كما يحرص النمل على إفراز مواد تعيق نمو تلك الأجنحة من جديد.
وبحسب ماأوضح فريق البحث الذي ضم علماء من جامعة "إمبريال كوليج – لندن" البريطانية، فقد تبين أن النمل يقوم كذلك بإفراز مواد تعيق حركة المشي عند حشرة المن، ليمنعها من مغادرة المكان إلى جهة أبعد.
وتضمنت الدراسة رصد حركة حشرات المن بواسطة كاميرات رقمية متطورة، مع الإستعانة ببرامج حاسوب خاصة، بعد أن تم وضع تلك الحشرات فوق ورق مخبري كان قد سمح للنمل بالمرور فوقه قبل ذلك، ليتبين أن حشرة المن كانت تسير فوقه بشكل أبطأ، وذلك مقارنة مع الحال عندما وضعت فوق ورق لم يسبق للنمل أن سار عليه.
كما قام الباحثون بالسماح لحشرات المن بالمرور فوق ورق شجر جاف، والذي لايرغب المن عادة بالبقاء فوقه، وذلك بعد أن عبر النمل فوق سطحه، ليظهر أن "المن" كان يسير فوق تلك الأوراق الجافة ببطء واضح.
وتشير الدراسة إلى أن النمل لجأ إلى إفراز مواد على السطوح التي مر فوقها، لتعمل على التأثير في حركة حشرات المن، فتبطئ الأخيرة من سرعتها لتبدو وكأنها أصيبت بالشلل، فيستفيد النمل مما تفرزه تلك الكائنات الصغيرة من مواد دبقة غنية بالسكريات، كما قد يتغذى على ذات الحشرة إن دعت الحاجة إلى ذلك.
من جانب آخر لمّح الباحثون إلى أن العلاقة بين "المن" والنمل تتميز بتبادل المنافع، فهم يرجحون بأن المن يعتمد على جيرانه من النمل، ليدفع عنه أذى الحشرات الأخرى الغازية التي قد تهاجمهم، باعتبار أنهم يستهدفون مصنع غذاء النمل، فينبري الأخير ليدافع عن حشرات المن الصغيرة، ومن ثم يلتهمها في وقت لاحق.
عملية إنقاذ بيوض نمل